التلاعب بطاقة الكون

 التلاعب بطاقة الكون

لخلق واقعك باستخدام الطاقة، يجب أن تدرك أولاً أن الطاقة هي أساس كل شيء في الكون. كل شيء يتكون من طاقة، من الأفكار والمشاعر إلى الأجسام المادية. التحكم في طاقتك يمكن أن يكون مفتاحًا لتغيير حياتك وإعادة تشكيل واقعك. إليك خطوات تفصيلية حول كيفية القيام بذلك:

1.   كل شيء طاقة مكون من طاقة :

لفهم أن "كل شيء طاقة"، نحتاج إلى الغوص في الأفكار المستمدة من الفيزياء الحديثة، خاصةً نظرية الكم، وأيضًا في الفلسفات الروحية التي تحدثت عن هذا المفهوم لآلاف السنين. دعونا نوضح الفكرة بمزيد من التفصيل:

الأساس الفيزيائي: النظرية الكمية

وفقًا لنظرية الكم، المادة في حد ذاتها ليست صلبة كما تبدو. كل شيء في الكون مكوّن من جسيمات صغيرة جدًا تُعرف بالجسيمات دون الذرية مثل الإلكترونات والبروتونات. عند فحص هذه الجسيمات على مستوى دقيق جدًا، يتبين أن هذه الجسيمات ليست ثابتة في مكانها بل تتحرك وتتفاعل مع طاقة حقلية تحيط بها. بل أكثر من ذلك، الجسيمات نفسها يمكن أن تظهر في شكل موجة طاقية.

المادة والطاقة وجهان لعملة واحدة:

ألبرت أينشتاين قدم معادلته الشهيرة "E=mc²"، والتي تعني أن الطاقة والمادة قابلتان للتحويل، وأن المادة هي في الواقع شكل مكثف من الطاقة. أي أن كل شيء مادي حولنا هو في جوهره طاقة متجسدة في صورة مادية.

الحقول الطاقية:

كل جسم أو شيء في الكون يمتلك حقلاً طاقيًا يحيط به. حتى جسم الإنسان ينبعث منه حقل طاقي يعرف أحيانًا باسم "الهالة". هذه الحقول الطاقية هي المسؤولة عن تفاعلاتنا مع الأشياء والأشخاص من حولنا. عندما نتفاعل مع الآخرين، هناك تفاعل مستمر بين حقولنا الطاقية.

الترددات والذبذبات:

كل شيء في الكون يهتز بتردد معين. الجسيمات التي تتكون منها المادة تهتز وتبعث طاقة على شكل ترددات. هذه الذبذبات تتغير حسب الحالة أو النوعية. على سبيل المثال: المشاعر الإيجابية مثل الحب، الامتنان، السعادة تبعث طاقة بترددات عالية. والمشاعر السلبية مثل الغضب، الحزن، الخوف تبعث طاقة بترددات منخفضة.

الطاقة والأفكار:

كما أن كل شيء مادي هو طاقة، الأفكار والمشاعر أيضًا تُعتبر شكلاً من أشكال الطاقة. فعندما نفكر أو نشعر بشيء ما، نحن نولد نوعًا معينًا من الطاقة. هذه الطاقة تؤثر ليس فقط علينا بل أيضًا على محيطنا الخارجي. الأفكار ذات التردد العالي، مثل الأفكار الإيجابية، تجذب تجارب وظروف إيجابية، والعكس صحيح.

القانون الكوني للجذب:

واحد من المبادئ الأساسية التي تستند إلى مفهوم أن "كل شيء طاقة" هو"قانون الجذب". ينص هذا القانون على أن "الطاقة التي ترسلها إلى الكون تعود إليك في شكل مماثل". إذا كانت طاقتك إيجابية، ستجذب التجارب الإيجابية. وإذا كانت طاقتك سلبية، ستجذب التجارب السلبية. هذا يوضح كيف يمكن أن تؤثر طاقتك على واقعك وتشكله.

الأجسام الطاقية:

وفقًا للعديد من الفلسفات الروحية مثل اليوغا والطب الصيني، الجسد ليس فقط ماديًا، بل يتكون من مراكز طاقية تعرف باسم"الشاكرات". هذه المراكز تتحكم في تدفق الطاقة في جسم الإنسان وتؤثر على الصحة العقلية والجسدية. إذا كانت الطاقة متوازنة وتتدفق بحرية، سيشعر الشخص بالراحة والازدهار. أما إذا كانت هناك انسدادات في تدفق الطاقة، يمكن أن تظهر مشاكل جسدية أو نفسية.

تأثير الوعي على الطاقة:

الوعي هو مفتاح التحكم في الطاقة. عندما تكون واعيًا بأفكارك ومشاعرك وسلوكياتك، يمكنك توجيه طاقتك بطريقة تساهم في تحسين حياتك. على سبيل المثال، عندما تصبح واعيًا بأن لديك مشاعر سلبية مثل الغضب، يمكنك اتخاذ خطوات لتغيير حالتك الذهنية عبر التأمل أو التنفس العميق أو التفكير الإيجابي. هذا يساعد في تحويل الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية ويؤثر على واقعك بطريقة إيجابية.

2.   الوعي بالطاقات الداخلية والخارجية:

الوعي بالطاقات الداخلية والخارجية هو مفهوم يشير إلى أن كل فرد منا يمتلك طاقة داخلية خاصة به، ولكننا أيضًا نتفاعل باستمرار مع الطاقات الخارجية التي تحيط بنا. هذا الوعي يساعدنا على فهم كيف يمكن لهذه الطاقات أن تؤثر علينا وعلى حياتنا بشكل عام. لنقم بتوضيح هذا المفهوم بشكل أكثر تفصيلاً:

الطاقة الداخلية: ماذا تعني؟

الطاقة الداخلية تشير إلى القوة أو الهالة التي تشع من داخلك، وهي تتأثر بشكل رئيسي بأفكارك، مشاعرك، وحالتك البدنية. يمكن تقسيم هذه الطاقة إلى عدة جوانب:

الأفكار والمعتقدات: أفكارك تلعب دورًا كبيرًا في تحديد طاقتك الداخلية. إذا كنت تفكر بإيجابية، فإنك ترفع من مستوى طاقتك. على العكس، الأفكار السلبية تقلل من تدفق طاقتك.

المشاعر: مشاعرك هي تعبير عن طاقتك الداخلية. مشاعر مثل الحب، الامتنان، والفرح تولد طاقة عالية وإيجابية. أما المشاعر السلبية مثل الغضب، الحزن، والقلق فهي تقلل من طاقتك وتسبب انسدادات في تدفقها.

الصحة البدنية: جسمك البدني هو مستودع للطاقة، والعناية به تؤثر بشكل مباشر على طاقتك الداخلية. ممارسة الرياضة، الأكل الصحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم تساعد في الحفاظ على تدفق طاقة متوازن.

الطاقة الخارجية: ما هي؟

الطاقة الخارجية هي القوى والذبذبات التي تأتي من محيطك، سواء كان من الأشخاص، الأماكن، أو الظروف التي تتفاعل معها يوميًا. كل شيء في البيئة يبعث طاقة يمكن أن تؤثر على حالتك النفسية والجسدية.

بعض مصادر الطاقة الخارجية:

الأشخاص: الأشخاص الذين تتفاعل معهم بشكل يومي يملكون طاقات مختلفة. بعض الأشخاص قد يبعثون طاقة إيجابية تدعمك وتشعرك بالراحة، بينما البعض الآخر قد يبعث طاقة سلبية تستنزفك.

الأماكن: الأماكن التي تزورها تملك حقولًا طاقية خاصة بها. الأماكن التي تتميز بالهدوء والجمال الطبيعي غالبًا ما تعزز الشعور بالسلام الداخلي، في حين أن الأماكن المزدحمة أو المضطربة قد تكون مصدراً للضغط والتوتر.

البيئة الاجتماعية: بيئتك الاجتماعية – مثل العمل، الأسرة، أو الأصدقاء – تؤثر أيضًا على طاقتك. البيئة الإيجابية والمرحبة ترفع طاقتك، في حين أن بيئة مشحونة بالسلبية تؤدي إلى استنزاف طاقتك.

كيفية الوعي بالطاقة الخارجية:

الوعي بالطاقات الخارجية يتطلب منك أن تكون حسّاسًا لما يجري حولك، وكيفية تأثير محيطك على حالتك النفسية والجسدية. إليك بعض الخطوات لتحقيق ذلك:

التنبه للمشاعر أثناء التفاعل مع الآخرين: لاحظ كيف تشعر عندما تكون مع أشخاص معينين. هل تشعر بالراحة والحيوية؟ أم تشعر بالتوتر والإرهاق؟ هذه ملاحظات تساعدك على فهم تأثير طاقات الآخرين عليك.

البيئة المحيطة: لاحظ الأماكن التي تتواجد فيها. هل تشعر بالراحة في مكان معين أو بالعكس تشعر بالضيق؟ البيئة الفيزيائية لها طاقة، وملاحظة هذا التأثير يساعدك على اختيار الأماكن التي تعزز طاقتك.

التخلص من الطاقات السلبية: إذا كنت تشعر بأن هناك طاقات خارجية تستنزفك (سواء من الأشخاص أو الأماكن)، من المهم أن تعرف كيف تحمي نفسك. يمكن أن يساعدك التأمل الواعي أو ممارسة تمارين التنفس، بالإضافة إلى وضع حدود صحية مع الآخرين.

التفاعل بين الطاقات الداخلية والخارجية:

عندما تكون طاقتك الداخلية متوازنة، ستكون قادرًا على التأثير بشكل إيجابي على محيطك والتفاعل مع الطاقة الخارجية بطريقة بناءة. على سبيل المثال:

تحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية: إذا كنت تواجه طاقة سلبية في بيئتك، يمكنك أن تستخدم طاقتك الداخلية المتوازنة لتغيير الجو العام. على سبيل المثال، إذا كنت في اجتماع سلبي، يمكنك التفاعل بنية نشر الإيجابية من خلال طريقة حديثك أو حتى من خلال طاقتك الهادئة.

الحماية من الطاقة السلبية: وعيك بالطاقات الخارجية يمكن أن يساعدك على حماية نفسك من الأشخاص أو المواقف التي تستنزف طاقتك. قد تجد أنك تحتاج إلى تقليل التواصل مع أشخاص معينين أو تجنب بيئات سامة للحفاظ على توازن طاقتك.

3.   تطهير الطاقة السلبية و رفع الذبذبات :

تطهير الطاقة السلبية هو عملية تهدف إلى إزالة أو تقليل تأثير الطاقات السلبية التي قد تكون عالقة في جسدك أو محيطك, هذه الطاقة السلبية يمكن أن تكون نتيجة للمشاعر السلبية، الأفكار الضاغطة، أو حتى من تأثيرات بيئية وسياقية. تطهير الطاقة السلبية يعزز من شعورك بالراحة ويعيد توازنك الطاقي. في نفس الإتجاه رفع الذبذبات الشخصية يعني زيادة مستوى الطاقة الإيجابية التي تخرج منك وتجذب إليك. ذبذباتك أو اهتزازاتك الطاقية تؤثر على كيفية تفاعلك مع العالم وكيفية تأثير الآخرين عليك. ذبذباتك يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية، وتحديدها قد يكون له تأثير كبير على جودة حياتك وتجاربك. إليك طرقًا مختلفة لتطهير الطاقة السلبية ورفع ذبذباتك بفعالية:

ممارسة التأمل:

التأمل هو أداة فعالة لتطهير الطاقة السلبية لأنه يساعد على تهدئة العقل وتوجيه التركيز نحو الداخل. من خلال التأمل، يمكنك أن تكون أكثر وعيًا بالمشاعر والأفكار السلبية التي قد تؤثر عليك. كما يمكنك استخدام التأمل للتخلي عن الطاقات السلبية عن طريق التركيز على تنفسك وتصوير نفسك محاطًا بالطاقة الإيجابي.

تنظيف الروح:

بواسطة التنفس العميق يمكن تنشيط تدفق الطاقة وتخليص الجسم من الطاقة السلبية. حاول أن تأخذ أنفاسًا عميقة وبطيئة، وتخيل أنك تتنفس الضوء النقي والطاقة الإيجابية.

 كما يمكن أن يكون الاستحمام بماء مضاف إليه الملح البحري طريقة فعالة لتنظيف الطاقة السلبية. الملح يمتلك خصائص تطهير طبيعية ويعتقد أنه يساعد في إزالة الطاقات السلبية.

بالإضافة الى الإستماع للموسيقى التي تحتوي على نغمات هادئة وعلاجية يمكن أن يساعد في تحسين حالتك المزاجية وتنظيف الطاقة السلبية.

تنظيف الطاقة المحيطة:

تنظيف البيئة المحيطة بك يمكن أن يكون له تأثير كبير على طاقتك الشخصية:

التهوية الجيدة: فتح النوافذ وتهوية المكان بانتظام يمكن أن يساعد في تجديد الطاقة وجعلها أكثر نقاءً.

الاستعانة بالروائح العطرية: استخدام الزيوت العطرية مثل اللافندر يمكن أن يساهم في تطهير الهواء وتنقية الطاقة المحيطة.

تنظيف المكان: إزالة الفوضى وتنظيف المكان بانتظام يساعد في الحفاظ على تدفق الطاقة بشكل إيجابي. الأماكن المرتبة تنظف الطاقة السلبية بشكل طبيعي.

ممارسة الامتنان:

الامتنان يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على طاقتك:

كتابة قائمة بالامتنان: اكتب الأشياء التي تشعر بالامتنان لها في حياتك. هذا يعزز الطاقة الإيجابية في حياتك ويساعد على تحويل التركيز بعيدًا عن الطاقة السلبية.

التعبير عن الامتنان: قم بإنشاء عادات يومية للتعبير عن امتنانك للأشخاص من حولك والأشياء التي تمتلكها.

العمل الجسدي:

التمارين الرياضية تطرد الطاقة السلبية وتساعد في تحسين تدفق الطاقة داخل الجسم.

اليوغا: اليوغا تجمع بين الحركة والتأمل، مما يساعد على تطهير الجسم والعقل من الطاقات السلبية.

التفكير الإيجابي:

أفكارك تشكل ذبذباتك. الأفكار الإيجابية ترفع من مستوى طاقتك وتجذب ظروفًا إيجابية ومشاعر إيجابية وداعمة لحياة أكثر صحة.

كما أن استخدم عبارات إيجابية تُذكر نفسك بها بانتظام مثل "أنا قادر على تحقيق أهدافي" أو "أنا محاط بالحب والدعم.

ممارسة العطاء:

مساعدة الآخرين يمكن أن تعزز من ذبذباتك الشخصية مثل المشاركة في الأعمال الخيرية أو التطوعية تجلب لك شعورًا بالإنجاز والإيجابية.

التقبل الإيجابي:

 يشمل التقبل الإيجابي القدرة على تقبل الأمور كما هي، دون الحكم المسبق أو التوقعات المبالغ فيها. تقبل الأشياء كما هي يمكن أن يؤدي إلى تحقيق رضا أكبر وتخفيف التوتر. وهذا يؤدي الى فتح العقل والقلب لتتم عملية الاستقبال بشكل جيد .

4.   ممارسة الحضور الكامل (الوعي اللحظي):

ممارسة الحضور الكامل، أو الوعي اللحظي، تعني التركيز الكامل على اللحظة الحالية دون الانشغال بالماضي أو المستقبل. هذه الممارسة تساعد في تحسين جودة حياتك عن طريق زيادة الوعي، تقليل التوتر، وتعزيز التجارب اليومية. إليك كيفية ممارسة الحضور الكامل:

فهم الحضور الكامل:

- **التواجد في اللحظة الحالية**: يعني أن تكون موجودًا بالكامل في اللحظة الحالية، سواء كنت تتحدث، تأكل، أو تقوم بأي نشاط آخر، بدلاً من التفكير في ما حدث في الماضي أو ما قد يحدث في المستقبل.

يشمل ذلك أيضا الانتباه لما تشعر به وما تفكر فيه في اللحظة الحالية دون الحكم على هذه المشاعر والأفكار.

تقنيات ممارسة الحضور الكامل:

التركيز على التنفس يساعد على إعادة توجيه انتباهك إلى اللحظة الحالية. حاول أن تأخذ أنفاسًا عميقة وبطيئة، وانتبه إلى كل شهيق وزفير.

ممارسة التأمل تساعدك على تطوير القدرة على التركيز في اللحظة الحالية. يمكن أن يكون التأمل باستخدام تقنيات مختلفة مثل التركيز على التنفس، التأمل الموجه، أو التأمل في الطبيعة.

التحكم في طاقتك لخلق واقعك هو عملية تعتمد على وعيك، نواياك، وأفعالك. من خلال تطوير حالة ذهنية إيجابية، تطهير الطاقة السلبية، وتركيز طاقتك على أهداف واضحة، يمكنك جذب واقع يتماشى مع أحلامك. ليس هناك اختصار لهذه العملية، فهي تتطلب العمل الداخلي والصبر، لكن النتائج تستحق الجهد.

تعليقات